فيلم الرسالة و أزمة موقع ويكيبيديا

أعزائى بصفتى مسلما أتساءل لماذا هذا التشدد فى تصوير الأنبياء و منهم الرسول صلى الله عليه و سلم سواء بالرسم و اللوحات أو فى التمثيل السينمائى أو فى الرسوم المتحركة

و انى أرى أنه لا مبرر لذلك التحريم المفتعل إلا فى حالات معينة: أولا ان يكون الرسم بغرض صنع ايقونات او صورا تعبد و تقدس .. و ثانيا ان يكون التصوير للسخرية او الاستهزاء من الانبياء ثالثا ان يكون تمثيل الدور بشكل خاطئ فى الطباع والاحداث عما هو وارد فى الحقيقة عن النبى او الصحابى

لقد ضقنا ذرعا من هذا التشدد غير الحضارى و الذى أدى لتحريم و حظر و منع اذاعة فيلم الرسالة رائعة المخرج الكبير الشهيد رحمه الله مصطفى العقاد سواء بنسخته العربية او الانجليزية رغم انه لم يصور شخصية النبى قط و الاقتصار فى التلفاز الارضى المصرى كل عام فى كل مناسبة دينية اسلامية كرأس السنة الهجرية وعيد الأضحى و مولد النبى على إذاعة مجموعة أفلام أكل عليها الدهر و شرب تدخلك فى أحداث جانبية و تمتلئ بالكوميديا المصرية مثل عبارات محمود فرج الشهيرة شلت يدى و زالت رائحتك .. مثل الشيماء و فجر الاسلام و غيرها. و انى لأزعم ان فيلم الرسالة افضل منها جميعا بلا منازع و هو يعلمك احداث السيرة النبوية باوضح و افضل طريقة ممكنة فلا حاجة لقراءة السيرة الا فى نقاط صغيرة تركها الفيلم و قد أحسن صنعا اذ استثمر امكانات هوليوود فى الولايات المتحدة من خدع و مؤثرات و ادارة معارك و حشود و من مصورين بارعين و مهندسى ديكورات بارعين و غير ذلك. لقد تم منعه لأنه فضح قصور السينما المصرية عن انتاج فيلم دينى هادف دون هراء مثله.تم منعه منذ سنة انتاجه 1976 حتى عام مضى و يحسب للدولة المصرية اليوم انها افرجت عنه و كللت جهودها باذاعته ظهر يوم رأس السنة الهجرية الموافق الاربعاء 9 يناير 2008م على القناة الاولى بالتلفزيون الارضى. اخيرا انتصر الحق و غلب المتشددون و ضيقو الافق و انصف الفيلم و الرجل فى قبره رحمه الله دليلا على حسن صنع هذا الرجل الذى ابدع و لم ينصفه احد كعادة الوطن العربى دوما فى هضم حقوق الذين يستحقون التكريم حقا و تكريم من لا يستحق ابدا التكريم

ان من مزايا تصوير الانبياء و الصحابة توضيح الاحداث و المعجزات فليس المقروء على الورق كالمنظور عيانا فى الحياة لذلك يتم تحويل الروايات الادبية الى افلام سينمائية كى يتسنى لمن لا يحب القراءة او لمن قرأ و نسى ان يرى ما قرأه بشكل خلاب لا ينسى و لتأخذوا شروطكم كما تشاؤون فى ذلك فلا يقوم بتمثيل هذه الادوار الشريفة الا الاتقياء و خذوا من تمثيل رجل مغمور لدور غاندى بفيلم غاندى و لم يمثل بعدها سواها خذوا من ذلك المثل عبرة

و الرسول مهما كان فهو بشر لقد قال: لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم. و لم يجد الامام على كرم الله وجهه غضاضة فى وصف النبى بدنيا بادق التفاصيل و لا يزال ذلك الوصف الدقيق المفصل محفوظا فى سيرة ابن هشام و ابن اسحق و غيرها من السير النبوية

فالله سبحانه و تعالى هو وحده فقط المحرم وصفه او تخيله لأنه الاله الذى ليس كمثله شئ و الذى لا تدركه الأبصار أما الأنبياء و الصحابة فتعج كتب السير التراثية بأوصافهم المفصلة و لم يحرمها المسلمون القدماء فمسألة التحريم الحالية هى أمر حديث اجتهادى من علماء الأزهر الشريف الذين نبجلهم و نحترمهم لكننا نختلف معهم فى وجهة نظرهم الاجتهادية هذه .. و يعلم الله أن نوايانا فى ذلك حسنة


لذلك و من منطلق اعتراضى على هذه الافكار الضيقة الافق و التى تمخضت اليوم عن حملة من المثقفين العرب (يا للسخرية !!) لحمل موسوعة ويكبيديا على حذف هذه الصور من مقالتها عن محمد صلى الله عليه و سلم بالانجليزية فانى سأنشر ها هنا مجموعات لوحات رسمها فنانون اتراك و ايرانيون فى العصور الوسطى كصور تخيلية لاحداث السيرة النبوية كوضع الحجر الاسود فى الكعبة و الاسراء والمعراج و خطبة النبى فى مسجده .. الخ و هى نفس الصور التى تضعها ويكبيديا فى المقال المذكور

رسم عثمانى يرجع الى القرن السادس عشر
و هو يصور النبى يتعبد راكعا امام الكعبة
ووجه الرسول مخفى ببرقع و هو تقليد فنى
بدأ العمل به منذ القرن السادس عشر

رسم يرجع تاريخه الى القرن الخامس عشر
و هو يصور النبى يبشر بالقرآن فى مكة على المنبر
و هو ضمن مخطوط للبيرونى

الرسم الوحيد الباقى و يظهر فيه وجه تخيلى للنبى
و هو يمسك بالثوب واضعا عليه الحجر الاسود فى حله الذكى
و الحكيم لتلافى الخلاف بين القبائل بمكة قبل البعثة
و قد ورد الرسم فى كتاب جامع التواريخ لرشيد الدين عام 1315

رسم خيالى يصور الاسراء والمعراج
حيث يصور البراق و الملائكة و النبى

صورة حديثة غربية تصورية لمعجزة انشقاق القمر التى جرت
فى عهد النبى