الظواهرى فى ليبيا .. فهل استعد الجيش للخطر القادم ؟
بقلم : د. رفعت سيد أحمد
21 أبريل 2011
لقد بح صوتنا ، ونحن نطالب مثقفينا وإعلاميينا ، بألا ينساقوا وراء إعلام الـ CIA الناطق بالعربية فيطلق على كل احتجاج أو عنف ضد أنظمة عربية ، كلمة (( ثورة )) فهذا خطأ ، وخلل كبير فى التحليل ، خاصة إذا جاءت الحقائق الجديدة لتدحضه ، وتؤكد أنه من النتائج الخطيرة لإطلاق كلمتى (( ثورة )) ، (( ثوار )) على ما يجرى مثلا فى سوريا وليبيا ، يؤدى إلى إهانة الثورتين المصرية والتونسية وهما الثورتان الوحيدتان الشعبيتان والسلميتان ، أما غيرهما فهو فى أحسن الأحوال احتجاجاً ، وفى أسوأها مؤامرة ركبها الغرب (( أمريكا وأوروبا وإسرائيل )) من أجل النفط أو تنظيم القاعدة صاحب التاريخ الطويل فى الإساءة للإسلام ، وقضايا المسلمين العادلة ، ولعل جريمة قتل المناضل الإيطالى (( فيتور أريجونى )) فى غزة على أيدى عناصر هذا التنظيم تؤكد عمالته وتطرفه .
الآن هذا التنظيم فى ليبيا ، والقائل بهذا ليس (( القذافى )) أو إعلامه ، أو كتائبه ، بل (( السعودية )) وصحافتها الرسمية ، ونظن أن السعودية التى نسميها دائما (( إسرائيل العربية )) ليست محبة للقذافى ونظامه ، فهى من أكثر دول العالم عداء له ، وهى الدولة العربية الأولى فى التبعية والعمالة لأوروبا وأمريكا ، وبالتالى شهادتها هنا (( شهادة حق )) ، وهى شهادة أتت عبر صحيفة (( الحياة )) السعودية فى عددها الصادر يوم السبت 16/4/2011 ، وحمل عنوان (( القاعدة : لدينا إمارات فى ليبيا والمجاهدون لا صلة لهم بالمجلس الانتقالى )) ، وفى تفاصيل الخبر المطول حقائق مذهلة على لسان أيمن الظواهرى ، والذى يؤكد أنهم قد أقاموا خمس إمارات إسلامية فى ليبيا (( شبيهة بإمارة طالبان )) وأنهم هم الذين يقودون العمل المسلح ضد كتائب الجيش الليبى الذى يسميه إعلام الجزيرة والعربية قصداً وتشويهاً (( كتائب القذافى )) وفى الحوار والخبر المنشور فى (( الحياة )) أسمى الظواهرى مجلس الحكم الانتقالى ((مجلس الكفر الانتقالى)) .. وإليكم نص كلمات الظواهرى التى ينقلها عنه المسئول الإعلامى فى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى والمسمى باسم (( صلاح أبى محمد )) هل لـ (( القاعدة )) وجود فعلاً فى ليبيا فى ظل المزاعم المتكررة فى شأن حصولكم على أسلحة وصواريخ أرض جو من مخازن الأسلحة فى ليبيا ، كما ورد أخيرا على لسان مسئولين أمنيين جزائريين والرئيس التشادى إدريس دبى ؟
نعم، ولدينا إمارات إسلامية، ولا نخاف من ذلك لأننا لسنا مجرمين ولا نخشى إلا الله سبحانه وتعالى، والأسلحة للدفاع عن شرفنا وشرف الأمة الإسلامية ورفع راية الإسلام، فلنا هناك خمس إمارات في إمارة مدينة درنة ومدينة بنغازي ومدينة البيضاء ومدينة المرج ومدينة شحات الإسلامية كُل عز وفخر، خصوصاً إمارة درنة وأميرها الشيخ الفاضل عبد الحكيم الذي شكّل هو وإخوانه المجلس الإسلامي بالمدينة ليحكم بشرع الله. ثم وصف الظواهرى مجلس الحكم الانتقالى بـ (( مجلس الكفر الانتقالى )) ووصفه بأنه عميل للغرب وأنه لا يقاتل وأن من يقاتل فى الصفوف الأمامية (( فى ليبيا )) هم مجاهدون فى سبيل الله ولا صلة لهم بمجلس الكفر الانتقالى الذى جلب الكفار ، إلا قلة منهم يتعمدون الظهور فى وسائل الإعلام فهم لا يفقهون إلا التصريحات المترنحة )) .
وبعد .. هذا جزء من المعلومات الخطيرة فى الخبر الذى نشرته صحيفة (( الحياة )) السعودية الواسعة الانتشار ، ولنا سؤالان على هذا الخبر المهم :
الأول : موجه إلى الجيش المصرى العظيم والذى يكن له كل أبناء الثورة ، المحبة والتقدير الكبيرين لدوره الرائد فى حماية الثورة حتى يومنا هذا ، وهو : هل استعد الجيش لهذا الخطر على حدودنا الغربية ؟ أم يا ترى قد أثرت فيه هو الآخر دعاية قناتى الجزيرة والعربية وباقى إعلام الـ CIA الناطق بالعربية ودعايات الحلف الصهيونى الغربى ، فى أن يسمى ما يجرى فى ليبيا (( ثورة )) وأن (( الثوار )) هم فعلا الذين يقاتلون القذافى ؟! أم أن لديه معلومات أخرى ليست لدينا ؟ وهنا أشير إلى الخبر المهم الذى نشرته صحيفة الشروق المصرية يوم 17/4/2011 فى صفحتها الأولى تحت عنوان (( صفقة أسلحة مهربة من ليبيا وراء اقتحام قسم شرطة سيدي براني )) ؛ ويتضمن معلومات خطيرة تؤكد أن السلاح والإرهاب المنظم بدأ ينتقل إلى حدود مصر الغربية حدودنا الغربية فعلا ، فهل استعد الجيش والشعب والثوار الحقيقيون لهذا الخطر الكبير القادم ؟ أتمنى - على الأقل - أن ينتبهوا ويستعدوا فالكوارث الدامية قادمة ولا حل لها سوى إغلاق الحدود فورا وتنظيم الدخول والخروج وضبط حركة الأسلحة التى تجرى بكثرة على الحدود ، ومراقبة الدور القطرى - الغربى الخطير هنا ، نقول هذا قبل أن يندم الجيش والشعب على ما سيحدث على حدودنا الغربية غدا من كوارث سببها تنظيم القاعدة القائد الفعلى للأحداث فى ليبيا !
أما السؤال الثانى : فهو موجه إلى إعلامنا الرسمى والخاص وإلى فضائيات الـ CIA وإلى نخبتنا السياسية والثقافية ، ألا يدفعكم هذا الخبر عن كون الذى يقود العمليات فى ليبيا على الأرض هو (( تنظيم القاعدة )) ، وفى السماء هو (( التحالف الغربى الطامع فى النفط )) .. ألا يدفعكم هذا إلى إعادة النظر - ولو من باب الأمانة مع القارئ ، وعدم خديعته قبل احترام العقل والضمير المهنى - إلى التعامل إعلاميا مع ما يجرى فى ليبيا على أنه لا علاقة له بالثورة ، ولا بالثوار ، وأن فى ذلك إهانة كبيرة - لو يعلمون - للثورة المصرية حين تسمى إرهاب القاعدة ، والصراع على السلطة والنفط بنفس اسمها (( الثورة )) ؟!
ختاما : أكرر نصيحتى للمجلس العسكرى الذى يفهم ماذا يعنى أمننا القومى ، من فضلك أغلق الحدود مع ليبيا أو على الأقل نظمها واضبطها جيداً .. قبل أن تتحول السلوم ومرسى مطروح والساحل الشمالى إلى أفغانستان أخرى .. اللهم قد بلغنا (( مجلسنا العسكرى )) اللهم فاشهد !